ناقد بناء
معاون
طاقم الإدارة
معاون
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
- إنضم
- 17 ديسمبر 2021
- المشاركات
- 9,480
- مستوى التفاعل
- 3,088
- نقاط
- 21,101
- الجنس
- ذكر
- الدولة
- كندا
- توجه جنسي
- أنجذب للإناث
الفصل الأول
اجتمعن الثلاثة كالعادة في وقت الغروب فوق سطح المنزل القديم ٢ نقطة كعادة كل ***** هذا الحي الشعبي ٢ نقطة حيث يصعدون للعب فوق أسطح منازلهم وخاصة مساءا ٢ نقطة
,
, كانت الثلاث صغيرات يهربن كل يومٍ الى السطح منذ أن تعلمن تسلق السلالم ٢ نقطة جلست اثنتين منهما ( الأقرب الى بعضهما)
,
, على الحجر الضخم الملقى على السطح ٢ نقطةوالذي ظل مقعدهما لسنواتٍ طويلة ٢ نقطة حتى أطل عامهما الحادي عشر معا ٢ نقطة أي أصبحتا على أعتابِ الصبا ٢ نقطةفبدأت الطفولة تتوارى خجلا بينما تتحرك أحلامٌ وردية لتحل محلها ٢ نقطة
,
, جلست أحداهما والتي تظهر عليها علامات الشقاوة والعفرتة وهي ممسكة بدفترٍ خاصٍ جدا ٢ نقطةتسجل فيه هي وصديقتها كل ِ ما يخصهما بكلماتٍ ذات أخطاءٍ املائيةٍ فادحة ٢ نقطة لكن ليس مهما ٢ نقطةالمهم أن تسجلا الأمور البالغة الأهمية اليهما٢ نقطة
,
, فتحت الدفتر و علامات الحزمِ و الجدية بادية على ملامحها الصغيرة ٢ نقطةممسكة بقلمها الرصاص المبري ٢ نقطةأخذت نفسا ثم نظرت الى صديقتها مبتسمة٢ نقطة الجالسة بجوارها بوداعة ، ضامة قبضتيها في حجرها ٢ نقطةتنظرهي الأخرى اليها بعينيها السماويتين الرائعتين ٢ نقطة و خصلاتِ شعرها النحاسية الحمراء تتوهج تحت ضوء الغروب الشاحب ٢ نقطةترنو بنظراتها الجانبية المبتسمة اليها و في قلبها وهج يوازي وهج قرص الشمس الغارقة في البحر
,
, مبتسمة بغمازتيها الصغيرتين ٢ نقطة وكأنهما تقومان بعملٍ جلل ٢ نقطة فقالت ذات القلم الرصاص و الخصلات السوداء المجنونة
,
, (حسنا ٢ نقطة اسمعاني جيدا ٢ نقطة ستكتب كلا منكما من ستتزوج ، ٢ نقطة و سيكون ذلك عهدا بيننا لنحققه ٢ نقطة )
,
, احمر وجه صديقتها و اتسعت ابتسامتها بينما أطرقت بوجهها أرضا ٢ نقطة فقالت تزفر بنفاذ صبر
,
, ( ليس هذا وقت خجل يا نوار فنحن نعرف جيدا من قررت أن تتزوجيه ٢ نقطة فهيا قوليها الآن لنسجل اسمه )
,
, أصبح وجه الصغيرة نوار ذات الخصلات النحاسية الحمراء أحمرا هو الآخر كحبة الطماطم ٢ نقطة بينما ابتسامتها تتسع و غمازتيها تتعمقان لكنها بالرغم من ذلك قالت بوضوحٍ دون تردد
,
, (أنا سأتزوج مالك ٢ نقطة)
,
, ابتسمت صديقتها وهي تكتب بكل بساطة ٢ نقطة بأن نوار ستتزوج مالك رشوان يوما ما ٢ نقطة ثم رفعت رأسها لتناول الدفتر لنوار ذات الخصلات النحاسية وهي تقول ( هيا امضي بنفسك ٢ نقطة)
,
, أمسكت نوار الوديعة بالقلم الرصاصي وهي تكتب اسمها مبعثرا تحت سطرها الخاص ٢ نقطة ثم همست برقة بابتسامة مترددة
,
, ( هل تظنين أن هذا سيتحقق فعلا يا حنين ؟٢ نقطة )
,
, نظرت اليها حنين بعينيها الشقيتين الحازمتين لتقول بتأكيد
,
, ( بالطبع سيحدث ٢ نقطة أنت أكثرنا من يجب أن تكون مقتنعة ، فمالك يحبك ٢ نقطةألم تدركي ذلك ، أنتي مدللته أكثر منا ٢ نقطة )
,
, عاد وجه نوار ليحمر من جديد ٢ نقطةببراءة الطفولة المتطلعةِ لأملٍ رقيق ٢ نقطة ترمش بعينيها عدة مرات عابسةٍ بغضب زائف بالرغم من السعادة المنتشرة بداخل قلبها الصغير ٢ نقطة فقالت متلعثمة
,
, ( لا يصح هذا يا حنين ٢ نقطة كفي عن ذلك الكلام الخاص بال ٢ نقطة بالحب و هذه الأشياء ٢ نقطة )
,
, زفرت حنين بنفاذ صبر ثم مدت يدها لتبعد الخصلات المتموجة المجنونة الحريرية عن مجال رؤيتها وهي تقول بثقة
,
, ( وما المشكلة في قول ذلك ؟٢ نقطة أنا أحب أخاكِ جاسر و سأتزوجه )
,
, لم تملك نوار الا أن تضحك أكثر ٢ نقطةثم قالت برقة ( اذن هيا اكتبي ذلك و امضي باسمك تحته ٢ نقطة)
,
, لم تضحك حنين بل أمسكت بالقلم و كتبت بالفعل ٢ نقطة بأنها ستتزوج جاسر رشيد يوما ما ٢ نقطة وخطت حروف اسمها كنقشٍ تاريخي وكأنها تقسم لنفسها بذلك ٢ نقطة
,
, رفعت رأسها الى الثالثة التي تكبرهما بعامٍ واحد التي كانت تمشي حافية القدمين على أطرافِ أصابعها في رشاقةٍ خلابة وثوبها الخفيف القصير يتطاير حول ساقيها الطويلتين٢ نقطة تحاول أن توازن نفسها على خطٍ وهمي ٢ نقطة رافعة ذراعيها أفقيا على امتدادهما لتتوازن وكأنها تسير على حبلٍ بين السحب ٢ نقطة
,
, ( هيا يا حور ٢ نقطة دورك )
,
, للحظاتٍ لم ترد حور عليها وهي تتباع خطواتها الساحرة ثم التفتت اليها بشعرها الطويل المتطاير ناظرة بعينيها ذات نظرةِ اللوع الفطري نظرة تنبىء بالكثير من الميوعة و الدلال ٢ نقطة وغمزةٍ شعبية مسبلةِ الأجفان لا ينجح تعلُمها ٢ نقطة بل تسكن عيني صاحبتها بالفطرة ٢ نقطة
,
, قالت حور ساخرة ( حمقاء حقا أنتِ وهي ٢ نقطة وكل ما تتمنيانه لن يتحقق أبدا . الم يحن الوقت لتكبرا )
,
, عبست كلا من نوار وحنين ٢ نقطة وقد نجحت هادمة اللذات في افساد اللحظة المهمة اليهما ٢ نقطة فقالت حنين غاضبة بينما التزمت نوار الصمت تماما عابسة بشكلٍ مضحك ٢ نقطة
,
, ( حسنا فليكن أنتِ لستِ معنا ٢ نقطة لكن أمنياتنا ستتحقق فلا دخل لك ٢ نقطة)
,
, مطت حور شفتيها بلا مبالاة لكنها قالت بعد لحظة و حاجبها يتراقص بدلالٍ مع عينيها الملاوعتين
,
, ( من قبيل المشاركة لا غير ٢ نقطة سجلي عندك أنني لن أتزوج واحدا من أبناء هذا الحي ٢ نقطة بل سأتزوج أميرا )
,
, نظرت كلا من حنين و نوار الى بعضهما بملل ٢ نقطة ثم غمزت نوار الى حنين الا تعلق حتى لا تنفقع مرارتهما ٢ نقطة
,
, فاكتفت حنين بتسجيل ما يخص حور كاتبةً ٢ نقطة ستتزوج حور من سيربيها من جديد ٢ نقطة و ستنجب ستة ***** يلتفون حول ساقيها الى أن يصيبها الجنون في النهاية ٢ نقطة
,
, سألتها حور بعد أن انتهت ( هل كتبت ما قلته ؟٢ نقطة)
,
, أومأت حنين برأسها مبتسمة بسعادة قائلة (؛ بالطبع ٢ نقطة)
,
, حين أوشك الظلام أن يحل من بين الألوان المتباعدة للسماء ٢ نقطة سمعن الثلاثة أصوات أقدامٍ معروفة تصعد سلالم السطح فلكزت حنين نوار بمرفقها غامزة بعينيها ضحكت نوار بخجل ٢ نقطة لتسارع حنين بتخبئة دفترهما الخاص في درج الطاولة القديمة ذات الساق المكسورة و الملقاة على السطح ٢ نقطة
,
, دخل في نفس اللحظة شابٌ جميل الملامح مبتسم الوجه دائما ٢ نقطة ليخفق قلب نوار كالعادة باطلالة الصبي ذو الستة عشر عاما ٢ نقطة و الذي ينظر اليها وحدها دون غيرها ما أن يدخل السطح ٢ نقطة وللحظاتٍ تاهت نظرتهما البريئة ببعضهما ٢ نقطة الى أن اقترب من حور ليجذبها من عنقها بذراعه الي صدره مداعبا إياها بخشونةٍ مبعثرا شعرها ٢ نقطة فصرخت كالعادة بحنقٍ وهي تتحرر من ذراعيه وحنين و نوار تضحكان كعادتهما ٢ نقطة ليهنأ باله وتقر عينه برؤية غمازتيها الرائعتين ٢ نقطة
,
, كم أحببنه الثلاثة ٢ نقطة حور و حنين ٢ نقطة ونوار ٢ نقطة بلعبه معهن ٢ نقطة بحمله لهن على أكتافه الرياضية ٢ نقطة بقصصه التي لا تنتهي عن تلك الدنيا و هن ينصتن مسحوراتٍ بسحره ٢ نقطة
,
, التفاتة ٢ نقطة كل ما يتطلبه الأمر التفاتة ٢ نقطة لتضيع حياة شخص . وتموت روح آخر ٢ نقطة لتنهار الدنيا من أمامِ أعينٍ مصدومة ٢ نقطة
,
, التفاتةٍ التفتها ضاحكا يريد أن يخبرهن بما أراد بعد لعبهم الطويل ٢ نقطة ليصمت دون القدرة على النطق ٢ نقطة على التنفس ٢ نقطة ليتوقف قلبه بينما اتسعت عيناه رعبا وهو يراها تقف على سور السطح ٢ نقطة رافعة ذراعيها الناعمتين لتوازن نفسها ٢ نقطة مبتسمة للسماء مبتسمة للأحلام ٢ نقطة و شعرها النحاسي يتطاير من حول وجهها المنتعش
,
, يوما آخر من أيام حياتي يبدأ ٢ نقطة يوما مسالما رائعا ٢ نقطة يوما أخطو خطواته المرسومة ِ بدقة ٢ نقطة أشعة الشمس الدافئة تغرق وجهي تنبهني أن بداية جديدة قد أهلت عليكِ فاغتنميها ٢ نقطة انهضي من فراشك أيتها المتكاسلة فاليوم أمامك طويل ٢ نقطة بأهله و أصحابه ٢ نقطة بلحظاته و نبضاته ٢ نقطة
,
, نهضت حنين من فراشها تتمطع بدلالٍ تمنحه لنفسها ٢ نقطةاتجهت الي نافذتها ذات الستائر الناعمة ٢ نقطة مبتسمة ابتسامتها الجميلة مغلقة عينيها وهي ترفع وجهها الصبوح لأشعة الشمس الساخنة لتغسله بها متنعمة بتلك اللحظة الخاصة بها من كلِ يوم ٢ نقطة ففي جوانب غرفتها البسيطة تحظى بتلك الخصوصية التي تتلهف للعودة اليها كل ليلة ٢ نقطة بين جدرانها تظهر ٢ نقطةحنين رشوان ٢ نقطة بكل جنونها و ثورتها ٢ نقطة لا حنين المسالمة التي يحبها الجميع لبساطتها ٢ نقطة حسنا ٢ نقطة ليس الجميع تماما ، فهناك من تتمنى خنقها لا تعلم لماذا ٢ نقطة
,
, لكن بخلاف ذلك ٢ نقطة فهي راضية تماما عن حياتها ، كانت لتكون قاسية ضائعة لولا عمها الغالي رحمه **** ٢ نقطة الحاج اسماعيل رشوان ٢ نقطة والذي جلبها الى أحضانه بعد وفاة والديها معا إثر حادثا فظيع أودى بحياتهما في الحال
,
, كانت في العاشرة من عمرها حين فقدت والديها ٢ نقطةللحظة عادت اليها ذكريات هذا اليوم وهي جالسة في أحد أركان الغرفة ذات الجدران المتهالكة و القشور المتساقطة ٢ نقطة في البيت القديم ، بيت الحاج رشوان الكبير ، ٢ نقطةوالذي كانو يسكنوه قديما ، قبل الانتقال الى الحي الراقي الذي هم فيه الآن ٢ نقطة
,
, تذكرت تلك الطفلة الصغيرة وهي تجلس أرضا رافعة ركبتيها الى صدرها ، لا تبكي مثل هؤلاء النساء المتشحاتِ بالسواد ٢ نقطةقلبها يخفق بعنف و عيناها متسعتانِ بشدة ٢ نقطة مافهمته هو أنها لن ترى والديها مرة أخرى ، وهذا هو أول تعامل لها مع الموت ٢ نقطة تلك الكلمة التي كانت تعرف معنها الحرفي لكن دون أن تلقي به بالا ٢ نقطة الى أن عايشته فجأة و بصدمةٍ منعت دموعها من التساقط حتى ٢ نقطة كان الخوف يفوق الحزن بل أنها تتذكر جيدا أن الحزن كان متواريا تماما بسبب تلك الصدمة الخاطفة ٢ نقطة
,
, والدها الذي تتذكره بتفاصيلٍ قليلة ٢ نقطة الأخ الأصغر للحاج اسماعيل صاحب التجارة المتوارثة أبا عن جد ٢ نقطة بينما كان والدها المساعد الأمين للأخ الأكبر ٢ نقطة ما ورثاه عن والدهما الحاج رشوان لم يكن كثيرا من تلك التجارة البسيطة و قد اختار والدها بيع نصيبه لأخيه الأكبر، حين لم يملك مهارته في التعامل معها مثله ٢ نقطة لكن حين انتهى ما ورثه في وقتٍ ضئيل بسبب ظروف الحياة القاسية عاد الى أخيه الأكبر ليعمل لديه كمساعد ٢ نقطة و الحق يقال أن الحاج اسماعيل كان هو السبب في النهوض بالتجارة و القفز بها درجة درجة ٢ نقطة الى أن أصبح الحاج اسماعيل رشوان ٢ نقطة بينما ظل والدها في الخفاء دون تحقيق ما يذكر ٢ نقطةقد يكون تكاسلا ربما أو أن هذه هي مقدرته ٢ نقطة لا تعلم تماما ٢ نقطة ٢ نقطة
,
, بعد وفاة والديها والتي كانت وحيدتهما سارع عمها الى ضمها الى أسرته ٢ نقطة وقد احتضنتها زوجة عمها كواحدة من أولادها تماما ، الحاجة روعة ٢ نقطة نعم هذا هو اسمها روعة ٢ نقطة فكانت الأم الثانية لها ، ٢ نقطة تتذكر جيدا تلك الأيام التي مرت عليها وهي تحاول التداوي بين أسرتها الجديدة ، في البيت الكبير القديم و الذي رفض الحاج اسماعيل بيعه تماما أو الإنتقال منه ٢ نقطة
,
, الى أن جاء الفقد الثاني في حياتها بعد عامٍ واحد فقط ٢ نقطة بطريقةٍ مفزعة مختلفة تماما عما سبقتها ٢ نقطةحالة ٢ نقطة مجرد حالة حدثت فجأة أمام أعينهم الصغيرة ٢ نقطة تركت أثرا غائرا في كلا منهم الى الآن لم يستطيع أيا منهم مداواته ٢ نقطة إن كانت هي ٢ نقطةأو حور ٢ نقطةأو مالك ٢ نقطة
,
, لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليس هذا وقت تلك الذكريات الحزينة الآن ٢ نقطة لقد تأخرت على تحضير الإفطار ولابد أن زوجة عمها الآن ستسارع الى تحضير كل شيء ٢ نقطةبينما تلك هي مهمتها كما أيضا الاهتمام بمعظم شؤون المنزل فالحاجة روعة لا تسمح بأن يقوم غيرها بشؤون البيت ٢ نقطة الا حنين ٢ نقطة ، وهي ليست تتذمر أبدا بل هي تفعل ما تفعله حبا لعمتها و إكراما لعمها رحمه **** و الذي ستظل تترحم عليه طوال حياتها ٢ نقطة يكفي أن عاصم قد وافق على عملها والذي لا يتجاوز ساعاتٍ قليلةٍ من النهار ٢ نقطةعلى الا يؤثر ذلك على مساعدتها الزوجة عمها و التي أصبحت صحتها في تراجع مستمر ٢ نقطةليست المساعدة عملا مضنيا في وجود سيدة و ابنتها رضا ٢ نقطة لا تحتاج أسرة رشوان الى خادمةٍ اضافية ٢ نقطة لكن زوجة عمها في حاجةٍ لها هى على وجه الخصوص والكل أدرك ذلك ٢ نقطة حنين هي المتبقية لها من زمن الحاج اسماعيل نوعا ما ، لذا فالكل أراح ضميره بوجود حنين بجانب أمهم ليعوضونها عن انشغالهم ٢ نقطة
,
, و هي لا تريد ترك عملها البسيط أبدا ٢ نقطة فبالإضافة أنها تتحمل نفقاتها الواهية براتبه البسيط موهمة نفسها بأنها تحافظ على كرامتها بهذا الشكل ، الا أن السبب الحقيقي ٢ نقطة هو وجوده ٢ نقطة
,
, الرعشة المعتادة ضربت قلبها ٢ نقطة حبيب القلب ٢ نقطة حلمها٢ نقطة حلمها البعيد المنال ٢ نقطةسبب أحزانها و ألامها ٢ نقطة ذلك الوغد الذي لم يشعر بحبها يوما ٢ نقطة بل كما تظن أنه لا يتذكر اسمها أصلا ما أن يغادرها ٢ نقطة في الواقع لم تبدأ في رؤيته سوى من سنةٍ واحدة ٢ نقطة
,
, سنةٍ واحدةٍ من حبٍ عنيف طاحن ٢ نقطة من طرفٍ واحد٢ نقطة طرفها هي ٢ نقطةبينما الطرف الآخر يبدو وكأن طبقةً من الصدأ قد صنعت سدا منيعا حول قلبه الأعمى و الذي لا يراها أصلا ٢ نقطة
,
, تنهدت حنين بيأس ٢ نقطة
,
, لازال صدىء القلب كما المعتاد ٢ نقطةلم يحدث أي تقدم يذكر ، حتى أنه بالأمس مر بجوارها و لم يلقي علي التحية ككل صباح ٢ نقطة حتى تحيته الباردة استصعبها ٢ نقطة يبدو أنه لا أمل
,
, توجهت الى مرآتها و هي تتطلع الى نفسها طويلا ٢ نقطة هل من الممكن أن يشعر بها صدىء القلب يوما ٢ نقطةلكن ماذا إن شعر ؟؟٢ نقطة لا فائدة ٢ نقطة لا يجب أن تمني نفسها فلتعرفي قدر نفسك يا حنين ٢ نقطة وإياك و التعلق بالنجوم ٢ نقطةصدىء القلب يستحق الأفضل ٢ نقطة لأنه الأفضل ٢ نقطةلكن لماذا هي ليست الأفضل ؟
, هل هي انعدام ثقةٍ بنفسها ؟
, أم أنه بالنسبةِ لها الشمس و النجوم ؟
,
, نظرت الى نفسها و هي تسألها ٢ نقطة هل أنتِ جميلة يا حنين ٢ نقطة أيشفع جمالكِ لكِ ٢ نقطة نظرت الي شعرها الأسود المعقود بإهمال في عقدةٍ متراخية خلف رأسها ٢ نقطةفرفعت يديها لتحلها ٢ نقطة فانساب شعرها كشلالٍ اسودٍ ناعم متموج بجنون وصل الى آخر ظهرها ٢ نقطة لطالما ظنت أن شعرها هو أجمل ما فيها ٢ نقطةهو الشيء المشترك الوحيد بينها و بين ٢ نقطة " حور "٢ نقطة
,
, لكن شتانِ بينهما ٢ نقطة لا مجال لمقارنةٍ ستكون خاسرةٍ فيها لا محالة ٢ نقطة عادت لتنظر الي عينيها العسليتين للناظر من بعيد ٢ نقطةأما من ييقترب منهما فسيجد شعيراتٍ زيتونيةٍ خضراء تخطط الحدقتان
,
, نظرت الى شفتيها المكتنزتين ٢ نقطة إنهما منتفختين بشكلٍ زائد ٢ نقطة هل يعتبر هذا جذابا أم أنه مضحك ٢ نقطة لقد قال لها شخصا لزجا في الطريق ذات يوم أنهما تبدوانِ شهيتين للغاية ٢ نقطة بالطبع احمر وجهها لهذا الغزل الفاحش وتعثرت أثناء سيرها ٢ نقطة لكنها عادت لتسأل نفسها ، هل هما جميلتين أم مثار سخرية ٢ نقطةهل عينيها جميلتين أم ساذجتين ٢ نقطة هل نظر الى شعرها يوما أم لم يرها كلها أصلا ؟٢ نقطة لا تملك سوى ما يراه ٢ نقطة لأنه لا يعرف ما بداخلها ٢ نقطة لم يرى ما بقلبها تجاهه ٢ نقطة و تشك في أنه لاحظها إطلاقا ٢ نقطة
,
, لم تهتم يوما بشكلها بهذه الطريقة ٢ نقطة لم تتسائل عن مواصفاتها قبل أن تعرفه ٢ نقطة فهو الوحيد الذي تلهفت شوقا ليمنحها نظرة٢ نقطة الوحيد الذي طعن قلبها بتجاهلله لها مرارا ٢ نقطة وحتى أنها لم تهتم أبدا بتجاهل الناس لها ٢ نقطة الا هو ٢ نقطة هو فقط ٢ نقطةعمر ٢ نقطة
,
, عمر بطلها الخفي و الذي يداعب خيالها منذ عام ٢ نقطة لا تعلم لماذا هو تحديدا ٢ نقطة ليس أكثر الرجال وسامة ، لكنه بالتأكيد ذو جاذبيةٍ خارقة يلاحظها الجميع
, أغمضت حنين عينيها بحزنٍ مضني ٢ نقطة الى متى ستظل معلقة بالسراب ٢ نقطة أما من سبيلٍ للتحرر ٢ نقطةثم عادت لتنظر لنفسها بدفقة الأملِ المعتادة التي تأتي بعد لحظةٍ من شعور اليأس ٢ نقطة وهمست لنفسها بتحدي
,
, لن تبدأي اليأس الآن ٢ نقطة سيشعر بكِ صدقيني ، أنتِ فقط تحتاجين الى المهاجمة بدلا من الإكتفاء بدور المتفرجة و الذي لعبته طويلا٢ نقطة
,
, ثم تحول الهمس الي كلامٍ واضح وهي تخاطب صورتها في المرآة ٢ نقطةوعينيها تحدتدانِ ببريقهما المجنون المختبء خلف واجهتها الهادئة و التي حاولت جاهدة رسمها طوال السنين
,
, ( بيدكِ أن تحولي السراب الى حقيقة ٢ نقطة ومن هو حتى لا يراكِ ؟٢ نقطة إنه مجرد شخصٌ بالغ الجاذبية ٢ نقطةشديد الرجولة ٢ نقطة عميق الصوت ٢ نقطة قوي البنيان و الشخصية ٢ نقطة عيناه ذات سحرٍ أحمق ٢ نقطة حتى حواجبه ٢ نقطة يالهي لديه حواجب من أروع ما رأيت ٢ نقطةسميكة حادة وكأنها مرسومة ٢ نقطة تكمل نظرته ليبدو كالصقر ٢ نقطة أستطيع المتابعة الى مالا نهاية ٢ نقطة لكن ليست تلك نقطتنا الآن ٢ نقطة النقطة الأساسية في الوضع أن تنتزعي طبقة البلاهة الفطرية التي تصيبك ما أن يقترب منكِ ٢ نقطة تعقلي فأنت في الخامسة و العشرين ٢ نقطة لست مراهقة ٢ نقطة ماذا إن مر بقربك شابٌ رائع ٢ نقطة عادي جدا ٢ نقطة مجرد رائع في قوافل الرائعين ٢ نقطةلكن مع ذلك في النهاية يظل رجلا ٢ نقطة )
,
, قطعت كلامها وهي تخفض كتفاها إحباطا ثم تتابع بقنوطٍ هامسة ( خرافي ٢ نقطة )
,
, تركت مرآتها و ذهبت لتجهز نفسها فلو تركتها على هواها لن تكف عن محادثة صورتها في المرآة ككل يوم ٢ نقطةمتبحرة في جمال سيادته ٢ نقطة
,
, فارتدت ملابسها المعتادة و المكونة من بنطالها الجينز و السترة الرياضية التي تعلوه ٢ نقطة ثم جمعت شعرها في عقدته المعتادة ٢ نقطة لتنتهي بوضع نظارتها المعتادة ٢ نقطة نظرت الى نفسها في المرآة بحنق وقالت وهي تمط شفتيها كأمٍ تؤنب ابنتها
,
, ( استمري في ارتداء هذه الملابس ٢ نقطةثم قابليني إن عبّرك أو القى اليكِ نظرة )
,
, زفرت بغضب وهي تعد نفسها بأن غدا هو يوم ارتداء ثوبا كباقي المصنفاتِ كفتيات ثم اتجهت لتحضر حاسوبها المحمول و حقيبتها٢ نقطة
,
, خرجت حنين من غرفتها الموجودة في الطابق الثاني من منزل اسماعيل رشوان المبهر في روعته من الخارج فقط ٢ نقطة أما في الداخل فهو يبدو أقرب قليلا للبيوت البسيطة حتى يكاد أن يكون شعبيا ٢ نقطة بسجاده الأمر قديم الطراز ٢ نقطة النجف المبهرج و المتدلي من كل مكان تقريبا في المنزل ٢ نقطة اللوحات الفنية الرخيصة التى تزين الجدران ٢ نقطة حتى أن بعضا منها كان عبارةٍ عن لوحات كانافا لقططٍ و بطاتٍ مشغولة يدويا ليدِ أمٍ حانية شعبية الذوق ٢ نقطة ثم قام أحدهم ببروزة هذه اللوحات بإطارتٍ غالية الثمن مذهبة لتنتشر على جدران أروقة المنزل ٢ نقطة
,
, كانت حنين تسير في الرواق الطويل حتى سمعت من أوله صوت الموسيقى الشرقية الصاخبة و التى تنبعث كل يومٍ في نفس الموعد ٢ نقطة من نفس الغرفة ٢ نقطة غرفة حور ٢ نقطة
,
, أكملت حنين سيرها حتى وصلت الى الغرفة ذات الباب المفتوح جزئيا ٢ نقطة فتوقفت و نظرت من على بعد ٢ نقطة كانت تتمايل بخصرها على النغمات الشرقية التي توازيها سحرا ٢ نقطةعقدت حنين حاجبيها وهي تتأملها صامتة ٢ نقطةإنه العرض اليومي لحور في الصباح ٢ نقطة لو كان بيدها لكانت نامت حتى وقت الظهيرة ٢ نقطة لكن القرار الوحيد الذي أصر عليه اسماعيل رشوان في هذا المنزل هو أن يستيقظ الجميع في وقتٍ واحد قبل اتجاهه الى العمل حتى يتناول الجميع الإفطار سويا ٢ نقطة نظرا لأنه لم يكن يعود هو و ابنه الهمام عاصم الا في وقتٍ متأخرٍ من الليل ٢ نقطة
,
, لذا فقد أصر الحاج اسماعيل على رؤية ابنائه صباحا من كل يوم ٢ نقطة فبهذا يعتقد أنه قد لم شمل تلك الأسرة المشتتة ٢ نقطةومن بعد وفاته واظب عاصم على نفس العادة ٢ نقطة ومن يجرؤ على مخالفة عاصم رشوان ٢ نقطة
,
, من يصدق أن ذلك القوام المتمايل قد حمل طفلا يوما ٢ نقطة و أما شعرها فهو ليلة طويلة سوداء يصل الى خصرها بنعومةٍ قاتلةٍ كحد السيف ٢ نقطة و بالرغم من أن حنين و حور قد تشاركتا في الشعر الأسود الخلاب ٢ نقطة الا أن حنين ترى فارقا ضخما بين شعريهما ٢ نقطة لا تعرف ما هو هذا الفارق ٢ نقطة قد يكون لأنه مجرد شعر حور ؟؟٢ نقطة لا تعلم حقيقة ٢ نقطةها هي قد عادت لنفس النقطة ٢ نقطة كيف تبدو ؟٢ نقطة
,
, حور رشوان ٢ نقطة في السادسة والعشرين تكبرها بعامٍ واحد٢ نقطة منفصلة ( على وشكِ الطلاق منذ سنتين) ولديها *** في الثالثة ٢ نقطة معتز ٢ نقطة أحب افراد هذه العائلة الى قلب حنين ٢ نقطة
,
, حور لازالت الى الآن مثار إعجاب كلِ مجتمعٍ تذهب اليه او تختلط به ٢ نقطةإنها حالة غريبة من الإغراء و الأنوثة و العذوبةِ و الدلال الملاوع ٢ نقطة منذ صغرها وهي قادرة على لف من تريد حول إصبعها بغمزة ٢ نقطة بحاجبٍ يتلاعب مع نظرتها اللعوبة ٢ نقطة
,
, اختلطو جميعا ليكونو تلك المخلوقة الراقصة أمامها وهي مغمضة عينيها ولا تشعر بما حولها ٢ نقطة
,
, رنين أساورها الذهبية له مفعول السحر ليكمل تلك الصورة الحية أمامها ٢ نقطة بالرغم من أن حور خريجة أحد أعرق المدارس الخاصة في البلد و اتقانها لعدة لغاتٍ حية ٢ نقطة ملابسها على أرقى مستوى وتواكب أحدث صيحات الموضة ٢ نقطة الا أن سحرها الخاص يتمثل في بعض الرتوش الشعبية المتوارثة ٢ نقطة مثل رنين الأساور الذهبية التي تصر على ارتدائها ٢ نقطة ضحكتها الرنانة التي تتنافى مع مجتمعات النوادي الراقية و افراد الطبقة المخملية التى تخالطها ٢ نقطةألوان ملابسها الصاخبة الحارقة ٢ نقطة حركة حاجبها المتلاعب أثناء كلامها ٢ نقطة حركات يديها المتراقصةِ مع كل كلمة ٍ وكل نظرة ٢ نقطة العجيب في الأمر أن لا أحد يمتعض منها أبدا ٢ نقطة الجميع يسحرون بها و طبيعتها التى لا تميل للتمثيل في أي شيء ٢ نقطةوكأنها أدركت أن اسلوبها الشعبي الفطري هو سر انجذاب الكل اليها ٢ نقطة فأتقنته و زادته لفا ولوعا ٢ نقطة
,
, نعم ٢ نقطة إن كانت حور تتميز بشيءٍ واحد ، فهو أنها منطلقة على طبيعتها ، لا تتصنع أبدا لكنها تضيف المزيد و المزيد من طبيعتها حتى باتت حالة خاصة مسماة ٢ نقطة حور ٢ نقطة لا يقمعها شيء ٢ نقطة لا تهاب آخر٢ نقطة
,
, ماعدا ذلك الضباب الأسود الذي غطى روحها منذ ذاك اليوم ٢ نقطة انطفأ بداخلها شيئٌ و كأنها تدور كالمهووسة في الدنيا تبحث عن شيءٍ ولا تجده ٢ نقطة توهم من حولها بأنها مسيطرة على نفسها تماما ، بينما بداخلها ضياعا لا يراه أو يفهمه الا حنين ومالك ٢ نقطة أما عاصم فلا يرى أبعد من تهورها الأهوج لذا يعاملها بقسوةٍ توازي قوة ذلك التهور
,
, قالت حنين بصوتٍ عالٍ ليعلو فوق صوت الموسيقى الصاخبة ( صباح الخير يا حور ٢ نقطة)
, لكن حور كعادتها كل صباح لا تكترث للرد ٢ نقطة وهي تتابع تمايلها الخلاب مغمضة عينيها
,
, تحركت حنين بتذمر وهي تترك التحليل اليومي لطبيعة حور المحيرة ٢ نقطةثم اتجهت تلقائيا الى تلك الغرفة الحبيبة الي قلبها ٢ نقطة غرفة ذات رسومٍ كرتونيةٍ على الحائط الأزرق و الأخضر ٢ نقطة أين هو الصغير الحبيب ٢ نقطة ها هو يجلس في نفس الركن الذي يحبه من الغرفة ٢ نقطة لا أحدا يعلم أبدا سر اختياره لهذا الركن تحديدا ٢ نقطة فهو يجلس فيه معطيا ظهره للغرفة ٢ نقطة ناظرا الى الحائط ٢ نقطة
,
, ابتسمت حنين الى المربية الخاصة التي تلازم معتز منذ عامين ٢ نقطةثم دخلت حتى وصلت اليه و هبطت لتتربع بجواره ككل صباح
,
, انحنت لتقبل وجنته وهي تلاعب شعره الأسود الناعم
,
, لم يتحرك معتز ولم ينظر اليها ٢ نقطة الا أنه بدأ في الإستجابة المعتادة عند إحساسه بحنين٢ نقطة فقد أخذ في التمايل الى الأمام و الخلف .ناظرا اليها مبتسما قليلا ٢ نقطة
,
, شعرت حنين بغصةٍ محرقةٍ في حلقها فضمته بشدة ٍ الى صدرها ككل يوم ٢ نقطة فهو يشعر بها ويفهمها ٢ نقطة
,
, أخذ معتز ينادي اسم حنين باشارة يده و التي علمته اياها ٢ نقطةفابتسمت حنين و ردت عليه ردا مطولا بأصابعها ٢ نقطة قد لا يفهم معظم ما تقوله ، لكن بالتدريب سيستطيع ٢ نقطة
,
, ظلت تلعب معه وتغني له بيديها العشر دقائق التي تخصصها له من كل صباح ٢ نقطة وهي تشعر بتأنيب الضمير لأن بإمكانها أن تقضي معه مزيدا من الوقت ٢ نقطةلكنها تنشغل عنه دائما ٢ نقطةفما أن تعود من عملها تضيع في واجبات المنزل ٢ نقطة فيأتي موعد نوم معتز قبل أن تستطيع الذهاب اليه ٢ نقطة لكن ذلك لا يمنع أن في معظم الأيام تحاول جاهدة انجاز ما عليها بسرعة لتذهب الى غرفته قبل نومه و تحكي له قصصا مرتجلة من مخيلتها وهو مختبىء في أحضانها
, نهضت على مضضٍ وهي تبتسم له بحزنٍ مودعة فالواجبات الصباحية لن تنتظر٢ نقطة وهي لا تريد استفزاز عاصم المتذمر اصلا من عملها ٢ نقطة بدعوى انها لا تحتاجه و ان كل طلباتها مجابة ٢ نقطة لكن السبب الحقيقي هو ان الحاجة روعة لا غنى لها عن حنين ٢ نقطة نزلت حنين الدرج بسرعة قافزة كل درجتين معا الى أن اصطدمت بالكائن الضخم الذي يلوح لهم في المنزل كل صباحٍ فقط ٢ نقطة
,
, عاصم رشوان ٢ نقطة الأخ الوسيم و الحبيب الغالي لأمهم دون منافس ٢ نقطةبالرغم من سنوات عمره الثلاثة و الثلاثين ٢ نقطة الا إنه لا يزال مدللها الأول ٢ نقطة لكن الحق يقال أن هذا الدلال لم ينقص من رجولته يوما ٢ نقطة فعاصم رشوان مثال الرجولة الخشنة ، وهذا ليس إطراءا ٢ نقطةفياليت دلال أمهم كان منح قلبه الجليدي بعضا من الرقة أو الحنان ٢ نقطة
,
, عاصم رشوان من أشرس مقاولين سوق المعمار ٢ نقطة لا يرحم أبدا ٢ نقطة في ظرف سنواتٍ قليلة كان السبب في زيادة ثروتهم الى ما وصلت اليه الآن بعد ان اقنع والده بالبدء في اعمال المقاولات والمعمار بالاضافة الى التجارة القديمة ٢ نقطة بالرغم من أن الحاج اسماعيل رشوان كان قد كون ثروة لا بأس بها ، الا أن عاصم رشوان كان له نصيب الأسد في الزيادة الأخيرة ٢ نقطة
,
, صحيح أن لا غبار على سمعته لكن شراسته و قساوة قلبه كانت السبب في القفز فوق المنافسين ٢ نقطة إن لم نقل دهسهم ٢ نقطةلكن كلا بالقانون ٢ نقطة
,
, نظر اليها عاصم بغضب بعد أن اصطدمت به مبعدا نظره عن الأوراق التي كان ينظر اليها وقال بفظاظة
,
, ( انظري أمامك يا حنين ٢ نقطة وكفي عن احلام يقظتك ٢ نقطة)
,
, ثم تركها و أكمل طريقه وأصابعه تتلاعب بحباتِ السبحةِ التي يمسك بها ٢ نقطةبينما يعاود النظر الي الأوراق في اليد الأخرى ٢ نقطة
,
, سبحة عاصم رشوان ٢ نقطةالسبب الظاهري لكل الخلافات بينه و بين خطيبته الموقرة دانا ٢ نقطة ابنة الحسب و النسب و التى كان ارتباطها بعاصم هو أعظم ارتباطٍ بين المال و السلطة ٢ نقطة
,
, لكن الخلافات الجوهرية بين عاصم ودانا أصبحت تصيب الجميع بالملل ٢ نقطة لكن بالطبع ليس هناك من أملٍ في فسخ الخطوبة ٢ نقطة بالنسبةِ له ٢ نقطةعاصم لن يسمح حتى بالتفكير في الموضوع ٢ نقطة كما أنه يعاملها بطريقةٍ تجعلها تلهث خلفه ٢ نقطة
,
, و آخر كل خلافٍ يتحدد أن دانا تريد عاصم أن يتخلى عن الإمساك بالسبحةِ التي لا تلائم وضعه بين معارفها ٢ نقطة لكن عاصم لم يستسلم و لم يترك سبحته ٢ نقطة فهو إن كان يتميز بشيءٍ واحد ٢ نقطة فهو أنه تماما كحور لا يتصنع شخصا غير شخصه ٢ نقطة
,
, ولا تعرف كيف من الممكن أن تنجح حياته مع تلك المدعوة دانا والتي لم تتوانى عن افهامها قدرها جيدا في هذا المنزل ٢ نقطة لذا فهي تحاول تجنبها ٢ نقطة فمكانة دانة كزوجة عاصم المستقبيلة ٢ نقطة مكانة لا تمس ٢ نقطة لذا يجب أن تأقلم نفسها على عدم تجاوز حدودها التي تعرفها جيدا ٢ نقطة
,
, همست بفتور وهي تنظر اليه ( صباح الخير لك أيضا يا عاصم ٢ نقطة) لكنه طبعا لم يسمعها ، أو لم يهتم ٢ نقطة تنهدت وتابعت نزولها لكن بعد عدة درجات سمعت صوته يقول بهدوء
,
, ( صباح النور يا حنين ٢ نقطة)
,
, التفتت اليه لتجده يتابع صعوده دون أن ينظر اليها ٢ نقطةتفكر في نفسها بوجوم ٢ نقطة
,
, هل حزنت حين دخل عاصم المنزل يوما ليعلن بمنتهى الهدوء انه قد وجد شريكة الحياة المستقبلية ؟٢ نقطة
,
, ربما ٢ نقطة لا تعلم حقا لماذا آلمها هذا الموضوع ، كانت طوال سنوات تواجدها في هذا البيت ، لا تسمع من زوجة عمها سوى كلمة
,
, يا زوجة ابني البكر ٢ نقطة وترى ابتسامة عمها المصدقة على اللقب ٢ نقطة لم تكن تظن نفسها يوما من النوع العاطفي ٢ نقطة لكنها كانت مقتنعة بان عاصم هو قدرها ٢ نقطة قدرها المناسب تماما لإعطاء الصبغة الرسمية لوجودها هنا بين أسرتها الوحيدة التي لم تعرف غيرها ٢ نقطة عاما بعد عام ،كان الحرج يستبد بها أكثر ٢ نقطةمن وجودها بينهم دون مقابل ٢ نقطة لذا كانت تحاول جاهدة أن يكون المقابل هو تفانيها في خدمة الجميع ٢ نقطة حتى تحولت تلك الخدمة الى أمرٍ مفروغٍ منه ٢ نقطة
,
, لكنها لم تكن مستاءة أبدا ٢ نقطة بل على العكس كانت تفعل بكل حب لكل فرد من أفراد أسرتها ٢ نقطة منتظرة زوال الإحراج نهائيا بزواجها من عاصم فيصبح بيتها عمليا ككلِ فردٍ هنا ٢ نقطة لم يكن ذلك الزواج المرتقب ليكون مكلفا لها سوى في أن تنتقل من غرفتها البسيطة الحبيبة ٢ نقطة الى غرفة عاصم ٢ نقطة لطالما ظنت أن الأمر ما كان ليكون صعبا أبدا ٢ نقطةلكن حين أعلن عاصم نيته في الخطبة ، أبعد بذلك فرصتها الأخيرة في الحياة بكرامة في هذا المنزل
, حين نزلت حنين الى طاولة الطعام المهيبة ٢ نقطة وجدت مالك ٢ نقطة أخاها الحبيب قبل أن يكون ابن عمها ٢ نقطة التفت اليها ما أن سمع صوتها فنظر اليها مبتسما يقول برقة
,
, ( صباح الخير حنونة ٢ نقطة )
,
, نظرت طويلا الى عينيه المنطفئتين و المبتسمتين ٢ نقطةفابتسمت بشقاوةٍ لترد عليه
,
, ( صباح النور يا مالك ٢ نقطةدائما مبكرا )
,
, ابتسم مالك وهو يومىء برأسه قائلا بتشدق ( بالتأكيد يا رأس الوخم ٢ نقطة فأنا لست مثلكما أنتِ و سيدة الصبايا ٢ نقطة )
,
, امتعضت حنين هي تريح كتفها من حقيبة حاسبها لتضعه على الكرسي المجاور لتقول بتهكم
,
, ( لا تجرؤ على أن تقارنني بالفنانة ٢ نقطة فأنا مستيقظة منذ زمن )
,
, قال مالك مبتسما ( وأين هي ؟ ٢ نقطةألم توقظيها ؟٢ نقطة)
,
, مطت حنين شفتيها وهي تنظر اليه رافعة حاجبها دليل الاستهزاء و هي تهز كتفيها و ذراعيها في حركةٍ راقصة لتعلمه بما تفعل حور ككل يومٍ في هذا الوقت
,
, لم يملك مالك نفسه من الضحك على منظر حنين و هي تخبره دون كلام بما تفعل حور ٢ نقطة ثم سأل
,
, (العرض اليومي ؟٢ نقطة)
,
, أومأت حنين برأسها ٢ نقطة ثم قالت بحنق ( أشتهي مرة انزل لأراها قد سبقتني الى المطبخ ولو من باب المجاملة ٢ نقطة على الأقل لتتعرف على تلك الغرفة المجهولة بالنسبة لها ٢ نقطة )
,
, قال مالك بخفة ( لا اريد النصح فيما لا أعرف ٢ نقطة لكن على ما أتذكر ان حور أوشكت يوما على أن تحرق المنزل بساكنيه ذات يوم ٢ نقطة وكانت فقط تقوم بقلي البطاطس ٢ نقطة )
,
, شردت عينا حنين الى ذلك اليوم التاريخي ٢ نقطة ففكرت وهي تومىء برأسها ثم قالت بعد تفكير عميق
,
, ( نعم ٢ نقطة معك حق ، ٢ نقطة اذن فلنمحي تلك الأمنية المتعلقة بدخولها المطبخ ٢ نقطة حياتنا أهم من القيمة المعنوية للمشاركة ٢ نقطة الرقص أفضل لنا )
,
, أومأ مالك برأسه غامزا وهو يقول ( ها قد الزمتك الحجة ٢ نقطة)
,
, قالت حنين تمط شفتيها ( نعم مالك ٢ نقطة اشكرك على الإفادة العميقة )
,
, فقال مالك برقة ( هلا دخلتِ الى أمي وكففتِ عن الثرثرة ٢ نقطة لقد تعجبت من تأخرك في النزول اليوم )
,
, أدت حنين التحية العسكرية وهي تقول اثناء توجهها الى المطبخ (ذاهبة على الفور ٢ نقطةسيد مالك )
,
, ها هي الحاجة روعة مثالٍ لشكل الأم التقليدي بجسدها الممتلىء قليلا و شالها الملفوف حول رأسها و وجهها الحاني المبتسم ٢ نقطة ونظاراتها الحنونة ٢ نقطةجائت حنين من خلفها لتحاوط خصرها الممتلىء بذراعيها ٢ نقطة و تقبلها على وجنتها فشهقت زوجة عمها بفزع وهي تضع يدها على صدرها ٢ نقطة ثم قالت تضحك
,
, ( الن تكفي عن شغبك هذا أبدا ٢ نقطةلقد كبرت يا حنين )
,
, قالت حنين وهي تتمتع باحتضانها ككلِ يوم ( ولو صار عمري سبعين ٢ نقطة سأظل طفلتك دائما )
,
, تنهدت الحاجة روعة و قالت مبتسمة بحنان ( ومن سيكون حيا وقتها ٢ نقطة فليعطك العمر الطويل يا ابنتي )
,
, انقبض قلب حنين وهي تسمع صوت الفراق من جديد ٢ نقطة لكنها رفضت الاستسلام له ٢ نقطة هذا اليوم سيكون سعيدا و هي قادرة على ذلك
,
, فقالت بتصميم ( كفى كلاما وهيا الى العمل ٢ نقطة نريد أن نطعم الشعب الجائع )
,
, شمرت حنين كمي سترتها وهي تضع براد الشاي على النار متجاهلة مسخن الماء الكهربي ٢ نقطة فالحاجة روعة مؤمنة بأن طعم الشاي لا يكتمل ولا يضبط المخ الا حين يُعد في البراد ٢ نقطة
,
, و اثناء خفقها للبيض ٢ نقطة سمعت حنين صوت مربية معتز تهتف غاضبة و صوت خطواتها يضرب السلالم ٢ نقطة فرفعت رأسها وهي تعقد حاجبيها بفزعٍ ناظرة الى الحاجة روعة المفزوعة هي الأخرى ٢ نقطة فهتفت حنين بخوف
,
, ( ليس مجددا ٢ نقطة)
,
, ثم تركت ما بيدها وهي تخرج من المطبخ جريا ٢ نقطة ولديها فكرة واضحة عن المشهد الذي ستراه و بالفعل ما أن خرجت حتى لمحت طيف معتز الصغير و هو يجري عاريا مبللا بالماء بعد استحمامه ،بسرعةٍ لا تتناسب مع خطواته المتعثرة
,
, فزادت حنين من سرعة جريها عبر بهو المنزل الكبير وهي تراه بفزع يخرج من بابه المفتوح دائما لا تعلم لماذا ٢ نقطة لطالما أخبرتهم أن الوضع قد تغير ولا أحد يترك أبواب البيوت مفتوحة هكذا مثل الزمن الزمن القديم و خاصة في وجود *** ٢ نقطة
,
, صرخت حنين بفزع وهي تلحقه مع المربية الراكضة خلفه
,
, ( يالهي ٢ نقطة سيبرد إن خرج مبللا في الهواء )
,
, لكن هيهات أن يسمعهم معتز الذي تمكن من الوصول الي الباب قبلهم و خرج منه الي الحديقة ٢ نقطة وكانت حنين خلفه في لحظةٍ واحدة وتمكنت من التقاطه في أحضانها وهي تكبل حركته منحنية عليه و شعرها الأسود الطويل المفكوك من ربطته بسبب الجري يتطاير من حولها بجنونه ليكمل من جنون المشهد المجاني في الحديقة صباحا ٢ نقطة
,
, حملت حنين معتز الذي كان يضرب بساقيه معترضا متلويا يريد أن يكمل طريقه الى خارج الحديقة من بابها المفتوح بكلِ غباء ساكني المنزل الذين يظنون أنفسهم لازالو يسكنون الحي القديم حيث الأبواب تترك مفتوحة للجيران عادة ٢ نقطة
,
, كانت المربية قد وصلت الي حنين في تلك اللحظة لاهثة وهي تلف معتز بالمنشفة المزغبة البيضاء من رأسه الى أقدامه ٢ نقطةفرمقتها حنين بغضب وهي تلقي على رأسها باللوم بينما المربية تتلعثم وتخبرها أنها ما أن تستدير لتأخذ ملابس معتز اثناء استحمامه حتى يغافلها ليخرج من الحمام جريا منذ أن تعلم نزول السلم ٢ نقطة
,
, عادت حنين تصعد الدرجات القليلة أمام باب البيت لتدخل حاملة معتز الملتف بالمنشفة في أحضانها ٢ نقطة و الحاجة روعة تقف في الباب مرعوبة من أن يكون معتز قد التقط البرد ٢ نقطة
,
, و وصل مالك حينها ليلتقط معتز من بين يدي حنين ليرفعه عاليا وهو يضحك قائلا ( ستتسبب في اغماء الفتيات من بنات الجيران بما تفعله كل مرة ٢ نقطة)
,
, قالت حنين بغضب و نفاذ صبر ٢ نقطة ( هذا ليس مضحكا يا مالك ٢ نقطة فلندخل قبل أن يمرض )
,
, ابتسم وهو ينظر اليها بجنونها و شقاوتها ٢ نقطة تجري خلف ***ٍ ضاحك عاري تماما
اجتمعن الثلاثة كالعادة في وقت الغروب فوق سطح المنزل القديم ٢ نقطة كعادة كل ***** هذا الحي الشعبي ٢ نقطة حيث يصعدون للعب فوق أسطح منازلهم وخاصة مساءا ٢ نقطة
,
, كانت الثلاث صغيرات يهربن كل يومٍ الى السطح منذ أن تعلمن تسلق السلالم ٢ نقطة جلست اثنتين منهما ( الأقرب الى بعضهما)
,
, على الحجر الضخم الملقى على السطح ٢ نقطةوالذي ظل مقعدهما لسنواتٍ طويلة ٢ نقطة حتى أطل عامهما الحادي عشر معا ٢ نقطة أي أصبحتا على أعتابِ الصبا ٢ نقطةفبدأت الطفولة تتوارى خجلا بينما تتحرك أحلامٌ وردية لتحل محلها ٢ نقطة
,
, جلست أحداهما والتي تظهر عليها علامات الشقاوة والعفرتة وهي ممسكة بدفترٍ خاصٍ جدا ٢ نقطةتسجل فيه هي وصديقتها كل ِ ما يخصهما بكلماتٍ ذات أخطاءٍ املائيةٍ فادحة ٢ نقطة لكن ليس مهما ٢ نقطةالمهم أن تسجلا الأمور البالغة الأهمية اليهما٢ نقطة
,
, فتحت الدفتر و علامات الحزمِ و الجدية بادية على ملامحها الصغيرة ٢ نقطةممسكة بقلمها الرصاص المبري ٢ نقطةأخذت نفسا ثم نظرت الى صديقتها مبتسمة٢ نقطة الجالسة بجوارها بوداعة ، ضامة قبضتيها في حجرها ٢ نقطةتنظرهي الأخرى اليها بعينيها السماويتين الرائعتين ٢ نقطة و خصلاتِ شعرها النحاسية الحمراء تتوهج تحت ضوء الغروب الشاحب ٢ نقطةترنو بنظراتها الجانبية المبتسمة اليها و في قلبها وهج يوازي وهج قرص الشمس الغارقة في البحر
,
, مبتسمة بغمازتيها الصغيرتين ٢ نقطة وكأنهما تقومان بعملٍ جلل ٢ نقطة فقالت ذات القلم الرصاص و الخصلات السوداء المجنونة
,
, (حسنا ٢ نقطة اسمعاني جيدا ٢ نقطة ستكتب كلا منكما من ستتزوج ، ٢ نقطة و سيكون ذلك عهدا بيننا لنحققه ٢ نقطة )
,
, احمر وجه صديقتها و اتسعت ابتسامتها بينما أطرقت بوجهها أرضا ٢ نقطة فقالت تزفر بنفاذ صبر
,
, ( ليس هذا وقت خجل يا نوار فنحن نعرف جيدا من قررت أن تتزوجيه ٢ نقطة فهيا قوليها الآن لنسجل اسمه )
,
, أصبح وجه الصغيرة نوار ذات الخصلات النحاسية الحمراء أحمرا هو الآخر كحبة الطماطم ٢ نقطة بينما ابتسامتها تتسع و غمازتيها تتعمقان لكنها بالرغم من ذلك قالت بوضوحٍ دون تردد
,
, (أنا سأتزوج مالك ٢ نقطة)
,
, ابتسمت صديقتها وهي تكتب بكل بساطة ٢ نقطة بأن نوار ستتزوج مالك رشوان يوما ما ٢ نقطة ثم رفعت رأسها لتناول الدفتر لنوار ذات الخصلات النحاسية وهي تقول ( هيا امضي بنفسك ٢ نقطة)
,
, أمسكت نوار الوديعة بالقلم الرصاصي وهي تكتب اسمها مبعثرا تحت سطرها الخاص ٢ نقطة ثم همست برقة بابتسامة مترددة
,
, ( هل تظنين أن هذا سيتحقق فعلا يا حنين ؟٢ نقطة )
,
, نظرت اليها حنين بعينيها الشقيتين الحازمتين لتقول بتأكيد
,
, ( بالطبع سيحدث ٢ نقطة أنت أكثرنا من يجب أن تكون مقتنعة ، فمالك يحبك ٢ نقطةألم تدركي ذلك ، أنتي مدللته أكثر منا ٢ نقطة )
,
, عاد وجه نوار ليحمر من جديد ٢ نقطةببراءة الطفولة المتطلعةِ لأملٍ رقيق ٢ نقطة ترمش بعينيها عدة مرات عابسةٍ بغضب زائف بالرغم من السعادة المنتشرة بداخل قلبها الصغير ٢ نقطة فقالت متلعثمة
,
, ( لا يصح هذا يا حنين ٢ نقطة كفي عن ذلك الكلام الخاص بال ٢ نقطة بالحب و هذه الأشياء ٢ نقطة )
,
, زفرت حنين بنفاذ صبر ثم مدت يدها لتبعد الخصلات المتموجة المجنونة الحريرية عن مجال رؤيتها وهي تقول بثقة
,
, ( وما المشكلة في قول ذلك ؟٢ نقطة أنا أحب أخاكِ جاسر و سأتزوجه )
,
, لم تملك نوار الا أن تضحك أكثر ٢ نقطةثم قالت برقة ( اذن هيا اكتبي ذلك و امضي باسمك تحته ٢ نقطة)
,
, لم تضحك حنين بل أمسكت بالقلم و كتبت بالفعل ٢ نقطة بأنها ستتزوج جاسر رشيد يوما ما ٢ نقطة وخطت حروف اسمها كنقشٍ تاريخي وكأنها تقسم لنفسها بذلك ٢ نقطة
,
, رفعت رأسها الى الثالثة التي تكبرهما بعامٍ واحد التي كانت تمشي حافية القدمين على أطرافِ أصابعها في رشاقةٍ خلابة وثوبها الخفيف القصير يتطاير حول ساقيها الطويلتين٢ نقطة تحاول أن توازن نفسها على خطٍ وهمي ٢ نقطة رافعة ذراعيها أفقيا على امتدادهما لتتوازن وكأنها تسير على حبلٍ بين السحب ٢ نقطة
,
, ( هيا يا حور ٢ نقطة دورك )
,
, للحظاتٍ لم ترد حور عليها وهي تتباع خطواتها الساحرة ثم التفتت اليها بشعرها الطويل المتطاير ناظرة بعينيها ذات نظرةِ اللوع الفطري نظرة تنبىء بالكثير من الميوعة و الدلال ٢ نقطة وغمزةٍ شعبية مسبلةِ الأجفان لا ينجح تعلُمها ٢ نقطة بل تسكن عيني صاحبتها بالفطرة ٢ نقطة
,
, قالت حور ساخرة ( حمقاء حقا أنتِ وهي ٢ نقطة وكل ما تتمنيانه لن يتحقق أبدا . الم يحن الوقت لتكبرا )
,
, عبست كلا من نوار وحنين ٢ نقطة وقد نجحت هادمة اللذات في افساد اللحظة المهمة اليهما ٢ نقطة فقالت حنين غاضبة بينما التزمت نوار الصمت تماما عابسة بشكلٍ مضحك ٢ نقطة
,
, ( حسنا فليكن أنتِ لستِ معنا ٢ نقطة لكن أمنياتنا ستتحقق فلا دخل لك ٢ نقطة)
,
, مطت حور شفتيها بلا مبالاة لكنها قالت بعد لحظة و حاجبها يتراقص بدلالٍ مع عينيها الملاوعتين
,
, ( من قبيل المشاركة لا غير ٢ نقطة سجلي عندك أنني لن أتزوج واحدا من أبناء هذا الحي ٢ نقطة بل سأتزوج أميرا )
,
, نظرت كلا من حنين و نوار الى بعضهما بملل ٢ نقطة ثم غمزت نوار الى حنين الا تعلق حتى لا تنفقع مرارتهما ٢ نقطة
,
, فاكتفت حنين بتسجيل ما يخص حور كاتبةً ٢ نقطة ستتزوج حور من سيربيها من جديد ٢ نقطة و ستنجب ستة ***** يلتفون حول ساقيها الى أن يصيبها الجنون في النهاية ٢ نقطة
,
, سألتها حور بعد أن انتهت ( هل كتبت ما قلته ؟٢ نقطة)
,
, أومأت حنين برأسها مبتسمة بسعادة قائلة (؛ بالطبع ٢ نقطة)
,
, حين أوشك الظلام أن يحل من بين الألوان المتباعدة للسماء ٢ نقطة سمعن الثلاثة أصوات أقدامٍ معروفة تصعد سلالم السطح فلكزت حنين نوار بمرفقها غامزة بعينيها ضحكت نوار بخجل ٢ نقطة لتسارع حنين بتخبئة دفترهما الخاص في درج الطاولة القديمة ذات الساق المكسورة و الملقاة على السطح ٢ نقطة
,
, دخل في نفس اللحظة شابٌ جميل الملامح مبتسم الوجه دائما ٢ نقطة ليخفق قلب نوار كالعادة باطلالة الصبي ذو الستة عشر عاما ٢ نقطة و الذي ينظر اليها وحدها دون غيرها ما أن يدخل السطح ٢ نقطة وللحظاتٍ تاهت نظرتهما البريئة ببعضهما ٢ نقطة الى أن اقترب من حور ليجذبها من عنقها بذراعه الي صدره مداعبا إياها بخشونةٍ مبعثرا شعرها ٢ نقطة فصرخت كالعادة بحنقٍ وهي تتحرر من ذراعيه وحنين و نوار تضحكان كعادتهما ٢ نقطة ليهنأ باله وتقر عينه برؤية غمازتيها الرائعتين ٢ نقطة
,
, كم أحببنه الثلاثة ٢ نقطة حور و حنين ٢ نقطة ونوار ٢ نقطة بلعبه معهن ٢ نقطة بحمله لهن على أكتافه الرياضية ٢ نقطة بقصصه التي لا تنتهي عن تلك الدنيا و هن ينصتن مسحوراتٍ بسحره ٢ نقطة
,
, التفاتة ٢ نقطة كل ما يتطلبه الأمر التفاتة ٢ نقطة لتضيع حياة شخص . وتموت روح آخر ٢ نقطة لتنهار الدنيا من أمامِ أعينٍ مصدومة ٢ نقطة
,
, التفاتةٍ التفتها ضاحكا يريد أن يخبرهن بما أراد بعد لعبهم الطويل ٢ نقطة ليصمت دون القدرة على النطق ٢ نقطة على التنفس ٢ نقطة ليتوقف قلبه بينما اتسعت عيناه رعبا وهو يراها تقف على سور السطح ٢ نقطة رافعة ذراعيها الناعمتين لتوازن نفسها ٢ نقطة مبتسمة للسماء مبتسمة للأحلام ٢ نقطة و شعرها النحاسي يتطاير من حول وجهها المنتعش
,
, يوما آخر من أيام حياتي يبدأ ٢ نقطة يوما مسالما رائعا ٢ نقطة يوما أخطو خطواته المرسومة ِ بدقة ٢ نقطة أشعة الشمس الدافئة تغرق وجهي تنبهني أن بداية جديدة قد أهلت عليكِ فاغتنميها ٢ نقطة انهضي من فراشك أيتها المتكاسلة فاليوم أمامك طويل ٢ نقطة بأهله و أصحابه ٢ نقطة بلحظاته و نبضاته ٢ نقطة
,
, نهضت حنين من فراشها تتمطع بدلالٍ تمنحه لنفسها ٢ نقطةاتجهت الي نافذتها ذات الستائر الناعمة ٢ نقطة مبتسمة ابتسامتها الجميلة مغلقة عينيها وهي ترفع وجهها الصبوح لأشعة الشمس الساخنة لتغسله بها متنعمة بتلك اللحظة الخاصة بها من كلِ يوم ٢ نقطة ففي جوانب غرفتها البسيطة تحظى بتلك الخصوصية التي تتلهف للعودة اليها كل ليلة ٢ نقطة بين جدرانها تظهر ٢ نقطةحنين رشوان ٢ نقطة بكل جنونها و ثورتها ٢ نقطة لا حنين المسالمة التي يحبها الجميع لبساطتها ٢ نقطة حسنا ٢ نقطة ليس الجميع تماما ، فهناك من تتمنى خنقها لا تعلم لماذا ٢ نقطة
,
, لكن بخلاف ذلك ٢ نقطة فهي راضية تماما عن حياتها ، كانت لتكون قاسية ضائعة لولا عمها الغالي رحمه **** ٢ نقطة الحاج اسماعيل رشوان ٢ نقطة والذي جلبها الى أحضانه بعد وفاة والديها معا إثر حادثا فظيع أودى بحياتهما في الحال
,
, كانت في العاشرة من عمرها حين فقدت والديها ٢ نقطةللحظة عادت اليها ذكريات هذا اليوم وهي جالسة في أحد أركان الغرفة ذات الجدران المتهالكة و القشور المتساقطة ٢ نقطة في البيت القديم ، بيت الحاج رشوان الكبير ، ٢ نقطةوالذي كانو يسكنوه قديما ، قبل الانتقال الى الحي الراقي الذي هم فيه الآن ٢ نقطة
,
, تذكرت تلك الطفلة الصغيرة وهي تجلس أرضا رافعة ركبتيها الى صدرها ، لا تبكي مثل هؤلاء النساء المتشحاتِ بالسواد ٢ نقطةقلبها يخفق بعنف و عيناها متسعتانِ بشدة ٢ نقطة مافهمته هو أنها لن ترى والديها مرة أخرى ، وهذا هو أول تعامل لها مع الموت ٢ نقطة تلك الكلمة التي كانت تعرف معنها الحرفي لكن دون أن تلقي به بالا ٢ نقطة الى أن عايشته فجأة و بصدمةٍ منعت دموعها من التساقط حتى ٢ نقطة كان الخوف يفوق الحزن بل أنها تتذكر جيدا أن الحزن كان متواريا تماما بسبب تلك الصدمة الخاطفة ٢ نقطة
,
, والدها الذي تتذكره بتفاصيلٍ قليلة ٢ نقطة الأخ الأصغر للحاج اسماعيل صاحب التجارة المتوارثة أبا عن جد ٢ نقطة بينما كان والدها المساعد الأمين للأخ الأكبر ٢ نقطة ما ورثاه عن والدهما الحاج رشوان لم يكن كثيرا من تلك التجارة البسيطة و قد اختار والدها بيع نصيبه لأخيه الأكبر، حين لم يملك مهارته في التعامل معها مثله ٢ نقطة لكن حين انتهى ما ورثه في وقتٍ ضئيل بسبب ظروف الحياة القاسية عاد الى أخيه الأكبر ليعمل لديه كمساعد ٢ نقطة و الحق يقال أن الحاج اسماعيل كان هو السبب في النهوض بالتجارة و القفز بها درجة درجة ٢ نقطة الى أن أصبح الحاج اسماعيل رشوان ٢ نقطة بينما ظل والدها في الخفاء دون تحقيق ما يذكر ٢ نقطةقد يكون تكاسلا ربما أو أن هذه هي مقدرته ٢ نقطة لا تعلم تماما ٢ نقطة ٢ نقطة
,
, بعد وفاة والديها والتي كانت وحيدتهما سارع عمها الى ضمها الى أسرته ٢ نقطة وقد احتضنتها زوجة عمها كواحدة من أولادها تماما ، الحاجة روعة ٢ نقطة نعم هذا هو اسمها روعة ٢ نقطة فكانت الأم الثانية لها ، ٢ نقطة تتذكر جيدا تلك الأيام التي مرت عليها وهي تحاول التداوي بين أسرتها الجديدة ، في البيت الكبير القديم و الذي رفض الحاج اسماعيل بيعه تماما أو الإنتقال منه ٢ نقطة
,
, الى أن جاء الفقد الثاني في حياتها بعد عامٍ واحد فقط ٢ نقطة بطريقةٍ مفزعة مختلفة تماما عما سبقتها ٢ نقطةحالة ٢ نقطة مجرد حالة حدثت فجأة أمام أعينهم الصغيرة ٢ نقطة تركت أثرا غائرا في كلا منهم الى الآن لم يستطيع أيا منهم مداواته ٢ نقطة إن كانت هي ٢ نقطةأو حور ٢ نقطةأو مالك ٢ نقطة
,
, لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليس هذا وقت تلك الذكريات الحزينة الآن ٢ نقطة لقد تأخرت على تحضير الإفطار ولابد أن زوجة عمها الآن ستسارع الى تحضير كل شيء ٢ نقطةبينما تلك هي مهمتها كما أيضا الاهتمام بمعظم شؤون المنزل فالحاجة روعة لا تسمح بأن يقوم غيرها بشؤون البيت ٢ نقطة الا حنين ٢ نقطة ، وهي ليست تتذمر أبدا بل هي تفعل ما تفعله حبا لعمتها و إكراما لعمها رحمه **** و الذي ستظل تترحم عليه طوال حياتها ٢ نقطة يكفي أن عاصم قد وافق على عملها والذي لا يتجاوز ساعاتٍ قليلةٍ من النهار ٢ نقطةعلى الا يؤثر ذلك على مساعدتها الزوجة عمها و التي أصبحت صحتها في تراجع مستمر ٢ نقطةليست المساعدة عملا مضنيا في وجود سيدة و ابنتها رضا ٢ نقطة لا تحتاج أسرة رشوان الى خادمةٍ اضافية ٢ نقطة لكن زوجة عمها في حاجةٍ لها هى على وجه الخصوص والكل أدرك ذلك ٢ نقطة حنين هي المتبقية لها من زمن الحاج اسماعيل نوعا ما ، لذا فالكل أراح ضميره بوجود حنين بجانب أمهم ليعوضونها عن انشغالهم ٢ نقطة
,
, و هي لا تريد ترك عملها البسيط أبدا ٢ نقطة فبالإضافة أنها تتحمل نفقاتها الواهية براتبه البسيط موهمة نفسها بأنها تحافظ على كرامتها بهذا الشكل ، الا أن السبب الحقيقي ٢ نقطة هو وجوده ٢ نقطة
,
, الرعشة المعتادة ضربت قلبها ٢ نقطة حبيب القلب ٢ نقطة حلمها٢ نقطة حلمها البعيد المنال ٢ نقطةسبب أحزانها و ألامها ٢ نقطة ذلك الوغد الذي لم يشعر بحبها يوما ٢ نقطة بل كما تظن أنه لا يتذكر اسمها أصلا ما أن يغادرها ٢ نقطة في الواقع لم تبدأ في رؤيته سوى من سنةٍ واحدة ٢ نقطة
,
, سنةٍ واحدةٍ من حبٍ عنيف طاحن ٢ نقطة من طرفٍ واحد٢ نقطة طرفها هي ٢ نقطةبينما الطرف الآخر يبدو وكأن طبقةً من الصدأ قد صنعت سدا منيعا حول قلبه الأعمى و الذي لا يراها أصلا ٢ نقطة
,
, تنهدت حنين بيأس ٢ نقطة
,
, لازال صدىء القلب كما المعتاد ٢ نقطةلم يحدث أي تقدم يذكر ، حتى أنه بالأمس مر بجوارها و لم يلقي علي التحية ككل صباح ٢ نقطة حتى تحيته الباردة استصعبها ٢ نقطة يبدو أنه لا أمل
,
, توجهت الى مرآتها و هي تتطلع الى نفسها طويلا ٢ نقطة هل من الممكن أن يشعر بها صدىء القلب يوما ٢ نقطةلكن ماذا إن شعر ؟؟٢ نقطة لا فائدة ٢ نقطة لا يجب أن تمني نفسها فلتعرفي قدر نفسك يا حنين ٢ نقطة وإياك و التعلق بالنجوم ٢ نقطةصدىء القلب يستحق الأفضل ٢ نقطة لأنه الأفضل ٢ نقطةلكن لماذا هي ليست الأفضل ؟
, هل هي انعدام ثقةٍ بنفسها ؟
, أم أنه بالنسبةِ لها الشمس و النجوم ؟
,
, نظرت الى نفسها و هي تسألها ٢ نقطة هل أنتِ جميلة يا حنين ٢ نقطة أيشفع جمالكِ لكِ ٢ نقطة نظرت الي شعرها الأسود المعقود بإهمال في عقدةٍ متراخية خلف رأسها ٢ نقطةفرفعت يديها لتحلها ٢ نقطة فانساب شعرها كشلالٍ اسودٍ ناعم متموج بجنون وصل الى آخر ظهرها ٢ نقطة لطالما ظنت أن شعرها هو أجمل ما فيها ٢ نقطةهو الشيء المشترك الوحيد بينها و بين ٢ نقطة " حور "٢ نقطة
,
, لكن شتانِ بينهما ٢ نقطة لا مجال لمقارنةٍ ستكون خاسرةٍ فيها لا محالة ٢ نقطة عادت لتنظر الي عينيها العسليتين للناظر من بعيد ٢ نقطةأما من ييقترب منهما فسيجد شعيراتٍ زيتونيةٍ خضراء تخطط الحدقتان
,
, نظرت الى شفتيها المكتنزتين ٢ نقطة إنهما منتفختين بشكلٍ زائد ٢ نقطة هل يعتبر هذا جذابا أم أنه مضحك ٢ نقطة لقد قال لها شخصا لزجا في الطريق ذات يوم أنهما تبدوانِ شهيتين للغاية ٢ نقطة بالطبع احمر وجهها لهذا الغزل الفاحش وتعثرت أثناء سيرها ٢ نقطة لكنها عادت لتسأل نفسها ، هل هما جميلتين أم مثار سخرية ٢ نقطةهل عينيها جميلتين أم ساذجتين ٢ نقطة هل نظر الى شعرها يوما أم لم يرها كلها أصلا ؟٢ نقطة لا تملك سوى ما يراه ٢ نقطة لأنه لا يعرف ما بداخلها ٢ نقطة لم يرى ما بقلبها تجاهه ٢ نقطة و تشك في أنه لاحظها إطلاقا ٢ نقطة
,
, لم تهتم يوما بشكلها بهذه الطريقة ٢ نقطة لم تتسائل عن مواصفاتها قبل أن تعرفه ٢ نقطة فهو الوحيد الذي تلهفت شوقا ليمنحها نظرة٢ نقطة الوحيد الذي طعن قلبها بتجاهلله لها مرارا ٢ نقطة وحتى أنها لم تهتم أبدا بتجاهل الناس لها ٢ نقطة الا هو ٢ نقطة هو فقط ٢ نقطةعمر ٢ نقطة
,
, عمر بطلها الخفي و الذي يداعب خيالها منذ عام ٢ نقطة لا تعلم لماذا هو تحديدا ٢ نقطة ليس أكثر الرجال وسامة ، لكنه بالتأكيد ذو جاذبيةٍ خارقة يلاحظها الجميع
, أغمضت حنين عينيها بحزنٍ مضني ٢ نقطة الى متى ستظل معلقة بالسراب ٢ نقطة أما من سبيلٍ للتحرر ٢ نقطةثم عادت لتنظر لنفسها بدفقة الأملِ المعتادة التي تأتي بعد لحظةٍ من شعور اليأس ٢ نقطة وهمست لنفسها بتحدي
,
, لن تبدأي اليأس الآن ٢ نقطة سيشعر بكِ صدقيني ، أنتِ فقط تحتاجين الى المهاجمة بدلا من الإكتفاء بدور المتفرجة و الذي لعبته طويلا٢ نقطة
,
, ثم تحول الهمس الي كلامٍ واضح وهي تخاطب صورتها في المرآة ٢ نقطةوعينيها تحدتدانِ ببريقهما المجنون المختبء خلف واجهتها الهادئة و التي حاولت جاهدة رسمها طوال السنين
,
, ( بيدكِ أن تحولي السراب الى حقيقة ٢ نقطة ومن هو حتى لا يراكِ ؟٢ نقطة إنه مجرد شخصٌ بالغ الجاذبية ٢ نقطةشديد الرجولة ٢ نقطة عميق الصوت ٢ نقطة قوي البنيان و الشخصية ٢ نقطة عيناه ذات سحرٍ أحمق ٢ نقطة حتى حواجبه ٢ نقطة يالهي لديه حواجب من أروع ما رأيت ٢ نقطةسميكة حادة وكأنها مرسومة ٢ نقطة تكمل نظرته ليبدو كالصقر ٢ نقطة أستطيع المتابعة الى مالا نهاية ٢ نقطة لكن ليست تلك نقطتنا الآن ٢ نقطة النقطة الأساسية في الوضع أن تنتزعي طبقة البلاهة الفطرية التي تصيبك ما أن يقترب منكِ ٢ نقطة تعقلي فأنت في الخامسة و العشرين ٢ نقطة لست مراهقة ٢ نقطة ماذا إن مر بقربك شابٌ رائع ٢ نقطة عادي جدا ٢ نقطة مجرد رائع في قوافل الرائعين ٢ نقطةلكن مع ذلك في النهاية يظل رجلا ٢ نقطة )
,
, قطعت كلامها وهي تخفض كتفاها إحباطا ثم تتابع بقنوطٍ هامسة ( خرافي ٢ نقطة )
,
, تركت مرآتها و ذهبت لتجهز نفسها فلو تركتها على هواها لن تكف عن محادثة صورتها في المرآة ككل يوم ٢ نقطةمتبحرة في جمال سيادته ٢ نقطة
,
, فارتدت ملابسها المعتادة و المكونة من بنطالها الجينز و السترة الرياضية التي تعلوه ٢ نقطة ثم جمعت شعرها في عقدته المعتادة ٢ نقطة لتنتهي بوضع نظارتها المعتادة ٢ نقطة نظرت الى نفسها في المرآة بحنق وقالت وهي تمط شفتيها كأمٍ تؤنب ابنتها
,
, ( استمري في ارتداء هذه الملابس ٢ نقطةثم قابليني إن عبّرك أو القى اليكِ نظرة )
,
, زفرت بغضب وهي تعد نفسها بأن غدا هو يوم ارتداء ثوبا كباقي المصنفاتِ كفتيات ثم اتجهت لتحضر حاسوبها المحمول و حقيبتها٢ نقطة
,
, خرجت حنين من غرفتها الموجودة في الطابق الثاني من منزل اسماعيل رشوان المبهر في روعته من الخارج فقط ٢ نقطة أما في الداخل فهو يبدو أقرب قليلا للبيوت البسيطة حتى يكاد أن يكون شعبيا ٢ نقطة بسجاده الأمر قديم الطراز ٢ نقطة النجف المبهرج و المتدلي من كل مكان تقريبا في المنزل ٢ نقطة اللوحات الفنية الرخيصة التى تزين الجدران ٢ نقطة حتى أن بعضا منها كان عبارةٍ عن لوحات كانافا لقططٍ و بطاتٍ مشغولة يدويا ليدِ أمٍ حانية شعبية الذوق ٢ نقطة ثم قام أحدهم ببروزة هذه اللوحات بإطارتٍ غالية الثمن مذهبة لتنتشر على جدران أروقة المنزل ٢ نقطة
,
, كانت حنين تسير في الرواق الطويل حتى سمعت من أوله صوت الموسيقى الشرقية الصاخبة و التى تنبعث كل يومٍ في نفس الموعد ٢ نقطة من نفس الغرفة ٢ نقطة غرفة حور ٢ نقطة
,
, أكملت حنين سيرها حتى وصلت الى الغرفة ذات الباب المفتوح جزئيا ٢ نقطة فتوقفت و نظرت من على بعد ٢ نقطة كانت تتمايل بخصرها على النغمات الشرقية التي توازيها سحرا ٢ نقطةعقدت حنين حاجبيها وهي تتأملها صامتة ٢ نقطةإنه العرض اليومي لحور في الصباح ٢ نقطة لو كان بيدها لكانت نامت حتى وقت الظهيرة ٢ نقطة لكن القرار الوحيد الذي أصر عليه اسماعيل رشوان في هذا المنزل هو أن يستيقظ الجميع في وقتٍ واحد قبل اتجاهه الى العمل حتى يتناول الجميع الإفطار سويا ٢ نقطة نظرا لأنه لم يكن يعود هو و ابنه الهمام عاصم الا في وقتٍ متأخرٍ من الليل ٢ نقطة
,
, لذا فقد أصر الحاج اسماعيل على رؤية ابنائه صباحا من كل يوم ٢ نقطة فبهذا يعتقد أنه قد لم شمل تلك الأسرة المشتتة ٢ نقطةومن بعد وفاته واظب عاصم على نفس العادة ٢ نقطة ومن يجرؤ على مخالفة عاصم رشوان ٢ نقطة
,
, من يصدق أن ذلك القوام المتمايل قد حمل طفلا يوما ٢ نقطة و أما شعرها فهو ليلة طويلة سوداء يصل الى خصرها بنعومةٍ قاتلةٍ كحد السيف ٢ نقطة و بالرغم من أن حنين و حور قد تشاركتا في الشعر الأسود الخلاب ٢ نقطة الا أن حنين ترى فارقا ضخما بين شعريهما ٢ نقطة لا تعرف ما هو هذا الفارق ٢ نقطة قد يكون لأنه مجرد شعر حور ؟؟٢ نقطة لا تعلم حقيقة ٢ نقطةها هي قد عادت لنفس النقطة ٢ نقطة كيف تبدو ؟٢ نقطة
,
, حور رشوان ٢ نقطة في السادسة والعشرين تكبرها بعامٍ واحد٢ نقطة منفصلة ( على وشكِ الطلاق منذ سنتين) ولديها *** في الثالثة ٢ نقطة معتز ٢ نقطة أحب افراد هذه العائلة الى قلب حنين ٢ نقطة
,
, حور لازالت الى الآن مثار إعجاب كلِ مجتمعٍ تذهب اليه او تختلط به ٢ نقطةإنها حالة غريبة من الإغراء و الأنوثة و العذوبةِ و الدلال الملاوع ٢ نقطة منذ صغرها وهي قادرة على لف من تريد حول إصبعها بغمزة ٢ نقطة بحاجبٍ يتلاعب مع نظرتها اللعوبة ٢ نقطة
,
, اختلطو جميعا ليكونو تلك المخلوقة الراقصة أمامها وهي مغمضة عينيها ولا تشعر بما حولها ٢ نقطة
,
, رنين أساورها الذهبية له مفعول السحر ليكمل تلك الصورة الحية أمامها ٢ نقطة بالرغم من أن حور خريجة أحد أعرق المدارس الخاصة في البلد و اتقانها لعدة لغاتٍ حية ٢ نقطة ملابسها على أرقى مستوى وتواكب أحدث صيحات الموضة ٢ نقطة الا أن سحرها الخاص يتمثل في بعض الرتوش الشعبية المتوارثة ٢ نقطة مثل رنين الأساور الذهبية التي تصر على ارتدائها ٢ نقطة ضحكتها الرنانة التي تتنافى مع مجتمعات النوادي الراقية و افراد الطبقة المخملية التى تخالطها ٢ نقطةألوان ملابسها الصاخبة الحارقة ٢ نقطة حركة حاجبها المتلاعب أثناء كلامها ٢ نقطة حركات يديها المتراقصةِ مع كل كلمة ٍ وكل نظرة ٢ نقطة العجيب في الأمر أن لا أحد يمتعض منها أبدا ٢ نقطة الجميع يسحرون بها و طبيعتها التى لا تميل للتمثيل في أي شيء ٢ نقطةوكأنها أدركت أن اسلوبها الشعبي الفطري هو سر انجذاب الكل اليها ٢ نقطة فأتقنته و زادته لفا ولوعا ٢ نقطة
,
, نعم ٢ نقطة إن كانت حور تتميز بشيءٍ واحد ، فهو أنها منطلقة على طبيعتها ، لا تتصنع أبدا لكنها تضيف المزيد و المزيد من طبيعتها حتى باتت حالة خاصة مسماة ٢ نقطة حور ٢ نقطة لا يقمعها شيء ٢ نقطة لا تهاب آخر٢ نقطة
,
, ماعدا ذلك الضباب الأسود الذي غطى روحها منذ ذاك اليوم ٢ نقطة انطفأ بداخلها شيئٌ و كأنها تدور كالمهووسة في الدنيا تبحث عن شيءٍ ولا تجده ٢ نقطة توهم من حولها بأنها مسيطرة على نفسها تماما ، بينما بداخلها ضياعا لا يراه أو يفهمه الا حنين ومالك ٢ نقطة أما عاصم فلا يرى أبعد من تهورها الأهوج لذا يعاملها بقسوةٍ توازي قوة ذلك التهور
,
, قالت حنين بصوتٍ عالٍ ليعلو فوق صوت الموسيقى الصاخبة ( صباح الخير يا حور ٢ نقطة)
, لكن حور كعادتها كل صباح لا تكترث للرد ٢ نقطة وهي تتابع تمايلها الخلاب مغمضة عينيها
,
, تحركت حنين بتذمر وهي تترك التحليل اليومي لطبيعة حور المحيرة ٢ نقطةثم اتجهت تلقائيا الى تلك الغرفة الحبيبة الي قلبها ٢ نقطة غرفة ذات رسومٍ كرتونيةٍ على الحائط الأزرق و الأخضر ٢ نقطة أين هو الصغير الحبيب ٢ نقطة ها هو يجلس في نفس الركن الذي يحبه من الغرفة ٢ نقطة لا أحدا يعلم أبدا سر اختياره لهذا الركن تحديدا ٢ نقطة فهو يجلس فيه معطيا ظهره للغرفة ٢ نقطة ناظرا الى الحائط ٢ نقطة
,
, ابتسمت حنين الى المربية الخاصة التي تلازم معتز منذ عامين ٢ نقطةثم دخلت حتى وصلت اليه و هبطت لتتربع بجواره ككل صباح
,
, انحنت لتقبل وجنته وهي تلاعب شعره الأسود الناعم
,
, لم يتحرك معتز ولم ينظر اليها ٢ نقطة الا أنه بدأ في الإستجابة المعتادة عند إحساسه بحنين٢ نقطة فقد أخذ في التمايل الى الأمام و الخلف .ناظرا اليها مبتسما قليلا ٢ نقطة
,
, شعرت حنين بغصةٍ محرقةٍ في حلقها فضمته بشدة ٍ الى صدرها ككل يوم ٢ نقطة فهو يشعر بها ويفهمها ٢ نقطة
,
, أخذ معتز ينادي اسم حنين باشارة يده و التي علمته اياها ٢ نقطةفابتسمت حنين و ردت عليه ردا مطولا بأصابعها ٢ نقطة قد لا يفهم معظم ما تقوله ، لكن بالتدريب سيستطيع ٢ نقطة
,
, ظلت تلعب معه وتغني له بيديها العشر دقائق التي تخصصها له من كل صباح ٢ نقطة وهي تشعر بتأنيب الضمير لأن بإمكانها أن تقضي معه مزيدا من الوقت ٢ نقطةلكنها تنشغل عنه دائما ٢ نقطةفما أن تعود من عملها تضيع في واجبات المنزل ٢ نقطة فيأتي موعد نوم معتز قبل أن تستطيع الذهاب اليه ٢ نقطة لكن ذلك لا يمنع أن في معظم الأيام تحاول جاهدة انجاز ما عليها بسرعة لتذهب الى غرفته قبل نومه و تحكي له قصصا مرتجلة من مخيلتها وهو مختبىء في أحضانها
, نهضت على مضضٍ وهي تبتسم له بحزنٍ مودعة فالواجبات الصباحية لن تنتظر٢ نقطة وهي لا تريد استفزاز عاصم المتذمر اصلا من عملها ٢ نقطة بدعوى انها لا تحتاجه و ان كل طلباتها مجابة ٢ نقطة لكن السبب الحقيقي هو ان الحاجة روعة لا غنى لها عن حنين ٢ نقطة نزلت حنين الدرج بسرعة قافزة كل درجتين معا الى أن اصطدمت بالكائن الضخم الذي يلوح لهم في المنزل كل صباحٍ فقط ٢ نقطة
,
, عاصم رشوان ٢ نقطة الأخ الوسيم و الحبيب الغالي لأمهم دون منافس ٢ نقطةبالرغم من سنوات عمره الثلاثة و الثلاثين ٢ نقطة الا إنه لا يزال مدللها الأول ٢ نقطة لكن الحق يقال أن هذا الدلال لم ينقص من رجولته يوما ٢ نقطة فعاصم رشوان مثال الرجولة الخشنة ، وهذا ليس إطراءا ٢ نقطةفياليت دلال أمهم كان منح قلبه الجليدي بعضا من الرقة أو الحنان ٢ نقطة
,
, عاصم رشوان من أشرس مقاولين سوق المعمار ٢ نقطة لا يرحم أبدا ٢ نقطة في ظرف سنواتٍ قليلة كان السبب في زيادة ثروتهم الى ما وصلت اليه الآن بعد ان اقنع والده بالبدء في اعمال المقاولات والمعمار بالاضافة الى التجارة القديمة ٢ نقطة بالرغم من أن الحاج اسماعيل رشوان كان قد كون ثروة لا بأس بها ، الا أن عاصم رشوان كان له نصيب الأسد في الزيادة الأخيرة ٢ نقطة
,
, صحيح أن لا غبار على سمعته لكن شراسته و قساوة قلبه كانت السبب في القفز فوق المنافسين ٢ نقطة إن لم نقل دهسهم ٢ نقطةلكن كلا بالقانون ٢ نقطة
,
, نظر اليها عاصم بغضب بعد أن اصطدمت به مبعدا نظره عن الأوراق التي كان ينظر اليها وقال بفظاظة
,
, ( انظري أمامك يا حنين ٢ نقطة وكفي عن احلام يقظتك ٢ نقطة)
,
, ثم تركها و أكمل طريقه وأصابعه تتلاعب بحباتِ السبحةِ التي يمسك بها ٢ نقطةبينما يعاود النظر الي الأوراق في اليد الأخرى ٢ نقطة
,
, سبحة عاصم رشوان ٢ نقطةالسبب الظاهري لكل الخلافات بينه و بين خطيبته الموقرة دانا ٢ نقطة ابنة الحسب و النسب و التى كان ارتباطها بعاصم هو أعظم ارتباطٍ بين المال و السلطة ٢ نقطة
,
, لكن الخلافات الجوهرية بين عاصم ودانا أصبحت تصيب الجميع بالملل ٢ نقطة لكن بالطبع ليس هناك من أملٍ في فسخ الخطوبة ٢ نقطة بالنسبةِ له ٢ نقطةعاصم لن يسمح حتى بالتفكير في الموضوع ٢ نقطة كما أنه يعاملها بطريقةٍ تجعلها تلهث خلفه ٢ نقطة
,
, و آخر كل خلافٍ يتحدد أن دانا تريد عاصم أن يتخلى عن الإمساك بالسبحةِ التي لا تلائم وضعه بين معارفها ٢ نقطة لكن عاصم لم يستسلم و لم يترك سبحته ٢ نقطة فهو إن كان يتميز بشيءٍ واحد ٢ نقطة فهو أنه تماما كحور لا يتصنع شخصا غير شخصه ٢ نقطة
,
, ولا تعرف كيف من الممكن أن تنجح حياته مع تلك المدعوة دانا والتي لم تتوانى عن افهامها قدرها جيدا في هذا المنزل ٢ نقطة لذا فهي تحاول تجنبها ٢ نقطة فمكانة دانة كزوجة عاصم المستقبيلة ٢ نقطة مكانة لا تمس ٢ نقطة لذا يجب أن تأقلم نفسها على عدم تجاوز حدودها التي تعرفها جيدا ٢ نقطة
,
, همست بفتور وهي تنظر اليه ( صباح الخير لك أيضا يا عاصم ٢ نقطة) لكنه طبعا لم يسمعها ، أو لم يهتم ٢ نقطة تنهدت وتابعت نزولها لكن بعد عدة درجات سمعت صوته يقول بهدوء
,
, ( صباح النور يا حنين ٢ نقطة)
,
, التفتت اليه لتجده يتابع صعوده دون أن ينظر اليها ٢ نقطةتفكر في نفسها بوجوم ٢ نقطة
,
, هل حزنت حين دخل عاصم المنزل يوما ليعلن بمنتهى الهدوء انه قد وجد شريكة الحياة المستقبلية ؟٢ نقطة
,
, ربما ٢ نقطة لا تعلم حقا لماذا آلمها هذا الموضوع ، كانت طوال سنوات تواجدها في هذا البيت ، لا تسمع من زوجة عمها سوى كلمة
,
, يا زوجة ابني البكر ٢ نقطة وترى ابتسامة عمها المصدقة على اللقب ٢ نقطة لم تكن تظن نفسها يوما من النوع العاطفي ٢ نقطة لكنها كانت مقتنعة بان عاصم هو قدرها ٢ نقطة قدرها المناسب تماما لإعطاء الصبغة الرسمية لوجودها هنا بين أسرتها الوحيدة التي لم تعرف غيرها ٢ نقطة عاما بعد عام ،كان الحرج يستبد بها أكثر ٢ نقطةمن وجودها بينهم دون مقابل ٢ نقطة لذا كانت تحاول جاهدة أن يكون المقابل هو تفانيها في خدمة الجميع ٢ نقطة حتى تحولت تلك الخدمة الى أمرٍ مفروغٍ منه ٢ نقطة
,
, لكنها لم تكن مستاءة أبدا ٢ نقطة بل على العكس كانت تفعل بكل حب لكل فرد من أفراد أسرتها ٢ نقطة منتظرة زوال الإحراج نهائيا بزواجها من عاصم فيصبح بيتها عمليا ككلِ فردٍ هنا ٢ نقطة لم يكن ذلك الزواج المرتقب ليكون مكلفا لها سوى في أن تنتقل من غرفتها البسيطة الحبيبة ٢ نقطة الى غرفة عاصم ٢ نقطة لطالما ظنت أن الأمر ما كان ليكون صعبا أبدا ٢ نقطةلكن حين أعلن عاصم نيته في الخطبة ، أبعد بذلك فرصتها الأخيرة في الحياة بكرامة في هذا المنزل
, حين نزلت حنين الى طاولة الطعام المهيبة ٢ نقطة وجدت مالك ٢ نقطة أخاها الحبيب قبل أن يكون ابن عمها ٢ نقطة التفت اليها ما أن سمع صوتها فنظر اليها مبتسما يقول برقة
,
, ( صباح الخير حنونة ٢ نقطة )
,
, نظرت طويلا الى عينيه المنطفئتين و المبتسمتين ٢ نقطةفابتسمت بشقاوةٍ لترد عليه
,
, ( صباح النور يا مالك ٢ نقطةدائما مبكرا )
,
, ابتسم مالك وهو يومىء برأسه قائلا بتشدق ( بالتأكيد يا رأس الوخم ٢ نقطة فأنا لست مثلكما أنتِ و سيدة الصبايا ٢ نقطة )
,
, امتعضت حنين هي تريح كتفها من حقيبة حاسبها لتضعه على الكرسي المجاور لتقول بتهكم
,
, ( لا تجرؤ على أن تقارنني بالفنانة ٢ نقطة فأنا مستيقظة منذ زمن )
,
, قال مالك مبتسما ( وأين هي ؟ ٢ نقطةألم توقظيها ؟٢ نقطة)
,
, مطت حنين شفتيها وهي تنظر اليه رافعة حاجبها دليل الاستهزاء و هي تهز كتفيها و ذراعيها في حركةٍ راقصة لتعلمه بما تفعل حور ككل يومٍ في هذا الوقت
,
, لم يملك مالك نفسه من الضحك على منظر حنين و هي تخبره دون كلام بما تفعل حور ٢ نقطة ثم سأل
,
, (العرض اليومي ؟٢ نقطة)
,
, أومأت حنين برأسها ٢ نقطة ثم قالت بحنق ( أشتهي مرة انزل لأراها قد سبقتني الى المطبخ ولو من باب المجاملة ٢ نقطة على الأقل لتتعرف على تلك الغرفة المجهولة بالنسبة لها ٢ نقطة )
,
, قال مالك بخفة ( لا اريد النصح فيما لا أعرف ٢ نقطة لكن على ما أتذكر ان حور أوشكت يوما على أن تحرق المنزل بساكنيه ذات يوم ٢ نقطة وكانت فقط تقوم بقلي البطاطس ٢ نقطة )
,
, شردت عينا حنين الى ذلك اليوم التاريخي ٢ نقطة ففكرت وهي تومىء برأسها ثم قالت بعد تفكير عميق
,
, ( نعم ٢ نقطة معك حق ، ٢ نقطة اذن فلنمحي تلك الأمنية المتعلقة بدخولها المطبخ ٢ نقطة حياتنا أهم من القيمة المعنوية للمشاركة ٢ نقطة الرقص أفضل لنا )
,
, أومأ مالك برأسه غامزا وهو يقول ( ها قد الزمتك الحجة ٢ نقطة)
,
, قالت حنين تمط شفتيها ( نعم مالك ٢ نقطة اشكرك على الإفادة العميقة )
,
, فقال مالك برقة ( هلا دخلتِ الى أمي وكففتِ عن الثرثرة ٢ نقطة لقد تعجبت من تأخرك في النزول اليوم )
,
, أدت حنين التحية العسكرية وهي تقول اثناء توجهها الى المطبخ (ذاهبة على الفور ٢ نقطةسيد مالك )
,
, ها هي الحاجة روعة مثالٍ لشكل الأم التقليدي بجسدها الممتلىء قليلا و شالها الملفوف حول رأسها و وجهها الحاني المبتسم ٢ نقطة ونظاراتها الحنونة ٢ نقطةجائت حنين من خلفها لتحاوط خصرها الممتلىء بذراعيها ٢ نقطة و تقبلها على وجنتها فشهقت زوجة عمها بفزع وهي تضع يدها على صدرها ٢ نقطة ثم قالت تضحك
,
, ( الن تكفي عن شغبك هذا أبدا ٢ نقطةلقد كبرت يا حنين )
,
, قالت حنين وهي تتمتع باحتضانها ككلِ يوم ( ولو صار عمري سبعين ٢ نقطة سأظل طفلتك دائما )
,
, تنهدت الحاجة روعة و قالت مبتسمة بحنان ( ومن سيكون حيا وقتها ٢ نقطة فليعطك العمر الطويل يا ابنتي )
,
, انقبض قلب حنين وهي تسمع صوت الفراق من جديد ٢ نقطة لكنها رفضت الاستسلام له ٢ نقطة هذا اليوم سيكون سعيدا و هي قادرة على ذلك
,
, فقالت بتصميم ( كفى كلاما وهيا الى العمل ٢ نقطة نريد أن نطعم الشعب الجائع )
,
, شمرت حنين كمي سترتها وهي تضع براد الشاي على النار متجاهلة مسخن الماء الكهربي ٢ نقطة فالحاجة روعة مؤمنة بأن طعم الشاي لا يكتمل ولا يضبط المخ الا حين يُعد في البراد ٢ نقطة
,
, و اثناء خفقها للبيض ٢ نقطة سمعت حنين صوت مربية معتز تهتف غاضبة و صوت خطواتها يضرب السلالم ٢ نقطة فرفعت رأسها وهي تعقد حاجبيها بفزعٍ ناظرة الى الحاجة روعة المفزوعة هي الأخرى ٢ نقطة فهتفت حنين بخوف
,
, ( ليس مجددا ٢ نقطة)
,
, ثم تركت ما بيدها وهي تخرج من المطبخ جريا ٢ نقطة ولديها فكرة واضحة عن المشهد الذي ستراه و بالفعل ما أن خرجت حتى لمحت طيف معتز الصغير و هو يجري عاريا مبللا بالماء بعد استحمامه ،بسرعةٍ لا تتناسب مع خطواته المتعثرة
,
, فزادت حنين من سرعة جريها عبر بهو المنزل الكبير وهي تراه بفزع يخرج من بابه المفتوح دائما لا تعلم لماذا ٢ نقطة لطالما أخبرتهم أن الوضع قد تغير ولا أحد يترك أبواب البيوت مفتوحة هكذا مثل الزمن الزمن القديم و خاصة في وجود *** ٢ نقطة
,
, صرخت حنين بفزع وهي تلحقه مع المربية الراكضة خلفه
,
, ( يالهي ٢ نقطة سيبرد إن خرج مبللا في الهواء )
,
, لكن هيهات أن يسمعهم معتز الذي تمكن من الوصول الي الباب قبلهم و خرج منه الي الحديقة ٢ نقطة وكانت حنين خلفه في لحظةٍ واحدة وتمكنت من التقاطه في أحضانها وهي تكبل حركته منحنية عليه و شعرها الأسود الطويل المفكوك من ربطته بسبب الجري يتطاير من حولها بجنونه ليكمل من جنون المشهد المجاني في الحديقة صباحا ٢ نقطة
,
, حملت حنين معتز الذي كان يضرب بساقيه معترضا متلويا يريد أن يكمل طريقه الى خارج الحديقة من بابها المفتوح بكلِ غباء ساكني المنزل الذين يظنون أنفسهم لازالو يسكنون الحي القديم حيث الأبواب تترك مفتوحة للجيران عادة ٢ نقطة
,
, كانت المربية قد وصلت الي حنين في تلك اللحظة لاهثة وهي تلف معتز بالمنشفة المزغبة البيضاء من رأسه الى أقدامه ٢ نقطةفرمقتها حنين بغضب وهي تلقي على رأسها باللوم بينما المربية تتلعثم وتخبرها أنها ما أن تستدير لتأخذ ملابس معتز اثناء استحمامه حتى يغافلها ليخرج من الحمام جريا منذ أن تعلم نزول السلم ٢ نقطة
,
, عادت حنين تصعد الدرجات القليلة أمام باب البيت لتدخل حاملة معتز الملتف بالمنشفة في أحضانها ٢ نقطة و الحاجة روعة تقف في الباب مرعوبة من أن يكون معتز قد التقط البرد ٢ نقطة
,
, و وصل مالك حينها ليلتقط معتز من بين يدي حنين ليرفعه عاليا وهو يضحك قائلا ( ستتسبب في اغماء الفتيات من بنات الجيران بما تفعله كل مرة ٢ نقطة)
,
, قالت حنين بغضب و نفاذ صبر ٢ نقطة ( هذا ليس مضحكا يا مالك ٢ نقطة فلندخل قبل أن يمرض )
,
, ابتسم وهو ينظر اليها بجنونها و شقاوتها ٢ نقطة تجري خلف ***ٍ ضاحك عاري تماما